محراب هجرك

في مثل هذه الليلة يكتمل القمر…
وتبدا ذئاب قلبي بالعواء على رحيلك…
ويبدأ نزيف الفرح المستشهد في محراب هجرك
بالهطول كالامطار….
ويبدا فصل الخريف من جديد……
فتتساقط الدموع …وتنكس الشموع…
وأنام ليلتي وحيدا…بدونك…
هل لاحظتي ذلك…بدونك….
فليس لكي مكان بعد الان في صومعة تاريخي
فسجادة صلاتي ترفض ركعاتك
وادعيتي وابتهالاتي ترفض مناجاتك
وقيامي في الثلث الاخير من الليل يرفض
قيامك الى جانبي…في الحقيقة انه يرفض مجاراتك
وصيامي رمضان يرفض ان تكون على مائدته مختلف الانواع من حماقاتك
ومساجدي في شرق الارض ومغاربها ترفض محاربها مناراتك
ليس لكي مكان بعد الان في صومعة تاريخي
فأشعاري المسحورة ما عادت لك
واقلامي المقهورة ما عادت تتكسر من اجلك
واحلامي المغرورة ما عادت تراكي في منامها
ليس لكي مكان بعد الان في صومعة تاريخي
فقد الغيت صفحة معاناتي من الوجود
وفتحت قلبي للجميع الى ابعد الحدود
فستأتي في يوم من الايام من تشاركني سجادتي
ستأتي في يوم من الايام من تنام على مخمل وسادتي
ستاتي من ستنسيني الامس القاتم باليوم الحالم
ستاتي من تلملم الباقي من شتاتي..
ستاتي حورية اناديها يا فتاتي
ستاتي وستجدني كما انا….
كبير في حزني..كبير في فرحي..كبير في ابتساماتي
ستجدني الفارس المغرور…
ستجدني الحارس المشهور…
ستجدني مثل هذه الليلة……
مكتملة القمر
ستأتي رغم الالم..ستأتي رغم الحزن..ستأتي رغم الاه…ستأتي لترمي على صدري الذي مزقته برودة القسوة شالها…تدفء مشاعر متأججة منذ سنين
ستأتي لتحتضن أماني ببخور وفائها
وتقدس بحور حناني بعبير صفائها
وتقبل شفاه زماني بشفاه نقائها
حتما ستأتي
فالغد ليس ببعيد…
ولكن…هل ستكون القادمة كالراحلة؟
هل ستختلف عنها بلون الفستان …ورائحة العطر؟
وتشبهها بلون البهتان ..ورائحة الغدر؟
هل ستختلف عنها بكحل العيون؟
وتشبهها بسوء الظنون؟
هل ستختلف عنها ببرودة اناملها؟
وتشبهها ببرودة مشاعرها؟
هل ستختلف عنها بطوق الاسورة حول معصمها؟
وتشببها بطوق الافعى الذي ملأ مرسمها؟
هل ستختلف عنها بصوتها الهادي؟
وتشبهها بقلبها الرمادي ؟
هل ستختلف عنها بطول شعرها؟
وتشبهها بطول كيدها وسحرها؟
هل ستكون هي هي؟
نعم ستأتي غيرها…وستكون اجمل منها بالتاكيد وانبل منها بالتاكيد…واطهر منها بالتاكيد
ستأتي وهي لا تحمل بين ذراعيها نعوش عذابي وتوابيت ظلمي…واكفان جرحي
ستأتي وهي لا تنقش حناء الرحيل…ولا تعزف الحان العويل..ولا تريد ان يصبح اسمي في يوم من الايام قتيل
ستأتي وهي لا تشطب الافراح من علمي…ولا ترمي التفاح عن قلمي…ولا تزيح بقايا العشق النائم على قدمي
ستأتي وهي لا تمزق اوراقي القديمة…ولا تحرق
اشعاري النديمة..ولا تغرق ابداعاتي الحكيمة
ستأتي وهي لا تحمل خنجرا تغرسه في ظهري..ولا حقدا وكرها تزرعه في صدري…ولا قسوة تبيح لها
افتراس الباقي من عمري
حتما ستأتي..وسأدخلها صومعة تاريخي…لانها تستحق ان تكون شريكتي في هذه الصومعة..
فلتغرد النار…ولتبتهج الازهار…وليرقص النوار
ولتضحك القادمة ..ولتبكي النادمة
نعم ابكي…بللي نفوسك بدموع الخطايا..
واعترفي امام الملا..وجميع الصبايا
بأنك لا تستحقين..قلبي
ولا تستحقين عشقي
ولا تستحقين شوقي
ولا تستحقين وجدي…
ولا تستحقين مجدي…
ولا تستحقين …..
لا تستحقين شئ….
فقط اعطني منديل دموعك الكاذب..اعلقه على باب صومعة تاريخي…ليكون ذكرى مؤلمة حزينة
يمر العاشقان عليها
فيقولان…
كان يحبها
وكانت تخونـــه